الخميس، 25 ديسمبر 2014

عنوان المدونة الجديدة؛
https://Rinowh.wordpress.com

سأقوم بنشر جميع الفصول القادمة فيها بمشيئة الله .

الأحد، 14 ديسمبر 2014



يكاد آخر فصلٍ كتبته من روايتي أن يكمل عامه الثاني ، 
المشكلةٌ هنا أنه الفصل الأول - وآخر ما دونته - ! 

كما قلتُ سابقًا ، 
فإن هذه الرواية وبشخصيّاتها عزيزةٌ علي ، 
لذا ، فهي لم تغب عن ذهني ليلةً واحدة ، 
* مو أني سحبت * ،
حقًا فقد كنتُ سعيدةً لأنها قد نالت إعجاب الكثير ،
لذا فأشكر كلّ من شجعني ورفع لي معنوياتي ودعمني ،
واعتذر لاني رفعت ضغوطكم من كثر ما اقولكم اني لسّاتي اكتب الثاني وما شفتوا شيء ،

ولكن هناك بعض المشاكل التي واجهتني في كتابة الفصل الثاني ، 

أولها ؛ 
أي شخصٍ في بدايته بمجالٍ ما سيتلقى الانتقاد ، 
بالطبع لستُ من أعداء الانتقاد ،
بل أنني أنظر له كسبيلٍ لتحسين مهاراتي ، 
ما حصل هنا ، بأنني قد انزعجتُ من إحدى الانتقادات العظيمة التي تلقيّتها ،
لذا فقد أخذتُ وقتًا طويلاً أحتجتُ فيه ترتيب أفكاري وجمعها جيدًا ،

ثانيًا ؛
كتابةُ فصلٍ واحدٍ ليس بالأمر السهل !
فبعد مضيّ أسبوعين كاملين من الكتابة...
انتهيتُ من كتابة الفصل الثاني ،
ولكنني لم أشرع بتدوينهِ هنا لسوء وفظاعةٍ أسلوبي ،
كما أنني قد غيّرت القليل من أحداث هذا الفصل ،
لذا قررتُ أن أعيد كتابته مجددًا ،

ثالثًا ؛
هنالك العديد من الثغرات في القصة عليّ سدُّها !
أي أن - حبكة وأحداث الرواية تحتاج لمراجعة وغير مكتملةٍ تقريبًا - ،

ذلك ما منعني من إكمال روايتي حتى الآن ،
بس إن شاء الله أرجع لكم بها كاملة ،
شكرًا .

- 14 ديسمبر، 2014 .

الأربعاء، 17 أبريل 2013


بدا ذلك اليوم يومًا طبيعيًا ومملًا كالعادة. كنتُ أجلس على مقعدي المجاور لنافذة الصف, واضعًا يدي تحت خدي ومستمعًا إلى درس الإنجليزية في ضجر, أنظر إلى ساعتي المطوقة على يدي اليسرى لأتفقد الوقت بين فينة وأخرى, منتظرًا رنين الجرس. رفعتُ رأسي وأمعنت النظر إلى السماء من خلال نافذة الصف, أخذتُ أفكر طويلًا, حتى قطع صوت الجرس خيط تفكيري, والذي كان معلنًا نهاية اليوم الدراسي, شعرتُ آنذاك بفرحة عارمة, كفرحة سجين قد تم الإفراج عنه. 
تنهدتُ تنهيدة طويلة, ثم هممتُ بحزم حقيبتي استعدادًا للخروج من الصف, ولازلتُ أسمع معلم الإنجليزية يقول : « احرصوا على أن تدرسوا جيدًا لاختبار الاثنين, أيها الطلاب » . 
أجابه الطلاب معًا : « حاضر, أيها المعلم » . 
حالما انتهيتُ من حزم حقيبتي التقطتها واتجهتُ نحو باب الصف, في ذلك الحين لم أكن أفكر بأي شيء عدى مغادرة المدرسة بأسرع وقت والعودة إلى المنزل, ولكنَ شخصًا ما استوقفني عندما أخذ ينادي بـ "ناو", كنت مدركًا لصاحب ذلك الصوت, فهو صوت أحد أصدقائي. أدرتُ رأسي ناحية الصوت ثم قمتُ بسؤاله : « ماذا هنالك ؟ » . 
أقبل نحوي ثم وضع يده على كتفي, وقال – والبسمة تعلو شفتيه كالعادة – : « إلى أين تذهب بدوننا ؟ أنسيتنا ؟ » . 
لطالما أعتدتُ التسكع بعد المدرسة والعودة إلى المنزل برفقة أصدقائي, ولكنني في ذلك الوقت أبعدتُ يده عن كتفي ثم أجبته, قائلًا : « لن آتي برفقتكم اليوم, إنني عائد إلى المنزل » . 
رفعتُ يدي اليسرى ولوَّحت مودعًا له, ثم قلتُ : « أراكَ لاحقًا, أيها القصير » . 
خرجتُ من الصف قاصدًا باب المدرسة بينما كنتُ أسمعه ينادي باسمي ويطلب مني الانتظار, ولكنني لم أكترث به ومضيتُ قدمًا. لازلت أذكر لقائي الأول بذلك المهرِّج في الروضة, آنذاك أخطأ باسمي وحتى الآن لازال يدعوني بـ "ناو". قد يبدو أحمقًا ومهووسًا بالفتيات, إلا أنه طيب القلب ولطيف. 
واليوم بدلًا من التسكع هنا وهناك – برفقة حفنة من الحمقى –, ها أنا ذا أعود إلى المنزل – والذي يبعد مسافة ربع ساعة عن المدرسة سيرًا على الأقدام فقط – في وقت مبكر على غير العادة. 
في طريق عودتي إلى المنزل مررتُ بجانب إحدى المنازل في حيّنا، كان ديكوره مخيفًا بعض الشيء, كما أن جميع من في الحي يخاف الاقتراب منه, ويقال بأن هناك أصوات مخيفة تصدر منه ليلًا, وأن ساحرة تسكن ذلك المنزل . 
حسنًا. بالنسبة إليَّ, لم أكن أصدق أيًا من تلك الترّهات، ففي كل يوم أمر بجانب ذلك المنزل ذهابًا إلى المدرسة ورجوعًا منها، ولم أشعر يومًا بوجود أي أمرٍ مريب، ولكن اليوم توقفتُ أمام ذلك المنزل وأخذتُ أتصفحه بعينيَّ لعدةٍ ثوان، ثم انحنيتُ لالتقط حجارة من على الأرض و قمتُ برميّها على إحدى نوافذ ذلك المنزل، فانكسرتْ. ظللتُ واقفًا في مكاني وأنظر إلى النافذة المكسورة لمدة. فتنهدتُ, ووضعتُ حقيبتي على كتفي. ثم أكملتُ طريقي وأنا أُتمتم بسخرية  : « ما الذي أفعله الآن, هل أنتظر أن تصيبني اللعنة يا ترى ؟ » . 
حال دخولي المنزل خلعتُ حذائي, ثم اتجهتُ مباشرة نحو المطبخ, فلم أجد سوى أختي الصغيرة – والتي لا تتعدى السادسة عشرة – تقلب في قنوات التلفاز بجهاز التحكم في غرفة المعيشة – حيث أن المطبخ كان مطلًا على غرفة المعيشة -, فأدركتُ بان والداي لم يعودا من عملهما بعد. 
نظرتْ أختي إليَّ لبرهة, ثم عاودتْ النظر إلى التلفاز دون أن تنطق بحرفٍ واحد, قلتُ لها : « لقد عُدّتْ » . 
لم تأبه بما قلته كالعادة أو تُزِح ناظريها عن التلفاز حتى,أما أنا فقد أعتدتُ على ذلك الأمر, ولم أكترث به, فقد رُزِقْتُ بشقيقة متعجرفة, أنانية, مزعجة, وسليطة لسان, ولَـمعجزة أن يمر يومٌ واحد دون أن نتشاجر – كالأطفال  – بسبب أمور أشبه بأن تكون أمورًا تافهة. 
 وضعتُ حقيبتي أرضًا, ثم توجهتُ نحو المطبخ, قمتُ بفتح الثلاجة وأخذتُ أبحث عن أحد علب الصودا بينما كنتُ أغني بصوتٍ عالٍ, حتى سمعتُ شقيقتي تتنهد قائلةً بتذمر : « (ناوكي), لا أستطيع سماع أي شيء. هلا تكرمتَ بالسكوت؟ إن صوتكَ مزعج ! » 
صمتُ, ثم أجبتها ممازحًا : « ما بكِ ؟ أليس صوتي جميلًا ؟ » 
أخذتُ تنظر إليَّ بازدراء, ثم قالت بسخرية : « بلى, حتى أني كِدْتُ أن أتقيأ! » 
أطلقتُ ضحكة صغيرة ثم التقطتُ علبة الصودا من الثلاجة و قمتُ بإغلاقها, ثم قمتُ بفتح العلبة التي كنتُ أحملها بيدي, وارتشفتُ القليل منها, وفي تلك اللحظة وبينما كانت أختي تقلب في قنوات التلفاز توقفتْ على إحدى قنوات الأخبار والتي كانت تعرض خبرًا حول سلسلة جرائم القتل القائمة منذ عدة أشهر, حيث أن الشرطة العامة لم تستطع القبض على المجرم, فلا يزال مجهولًا حتى الآن, والأكثر إرباكًا في الأمر أن مكتب التحقيقات الجنائية حتى الآن لا لم يتعرف على الطريقة التي يموت بها أولائك الأشخاص, فهي طريقة غريبة. ذلك ما أفجع سكّان مدينتي, فأصبح البعض منهم يلزم منزله بعد غروب الشمس خشية أن يلقى حتفه هو الآخر, وأصبحتْ وسائل الأعلام تضج بها, وانتشرتْ الشائعات في كل مكان, حتى لم يعد أي تجمع يخلو من تلك الأحاديث التي تخص جرائم القتل.    
« ... ويرجى أخذ الحيطة والحذر عند الخروج من المنـ... » لم تكمل المذيعة جملتها الأخيرة, فقد أتى والدي والتقط جهاز التحكم من يدِ أختي وقام بإغلاق التلفاز, فاتجهت أنظارنا أنا وأختي نحو والدي الذي قد بدا على وجهه علامات التعب والإنهاك. وضع والدي جهاز التحكم على الطاولة ثم ألقى بنفسه على الأريكة, قائلًا : « لا أريد سماع المزيد عن ذلك, لقد اكتفيتْ ! » 
لم يكن تصرفه غريبًا, فقد أصبح هكذا منذ عدة أيام, فوالدي يعمل ضمن المحقين في سلسلة الجرائم تلك, ويبدو أن رأسه لم يعد يحتمل المزيد.
بحلول المساء. كنتُ مستلقيًا على سريري وأقوم بقراءة إحدى القصص المصورة, حتى اهتز هاتفي الذي كان داخل جيب بنطالي, فهلعتُ وسقطت القصة على وجهي, وحينما أدركتُ أن هاتفي يرن أخرجته من جيبي وقمت بالرد – دون أن أزيح القصة عن وجهي -, قائلًا : « أجل! » 
« إنه أنا ! » كان صوته مألوفًا, فقد كان أحد أصدقائي من المدرسة. سألته عما كان يريده مني, فأخبَرَني بأنه برفقة أصدقائنا في إحدى حانات الكاراوكي, وأنه يريد مني القدوم. وأنا بدوري لم أمانع في ذلك. 
نزلتُ إلى الأسفل بعدما أغلقتُ الخط مباشرة, وجلستُ على عتبة الباب لأرتدي حذائي, فرأتني والدتي, وقالت : « إلى أين ستخرج الآن ؟ » 
أجبتها بينما كنتُ منهمكًا في ربط أربطة حذائي : « سأذهب لمقابلة صديقي » 
كانت لا تزال الساعة السابعة ولكن والدتي تقلق بشأني كثيرًا, ذلك الأمر دائمًا ما يجعلني أشعر بأنني لازالتُ طفلًا, لذا فذلك يزعجني. أومأتْ والدتي برأسها إيجابًا – وكأنها تقول "فهمت" -, ثم قالت : « حسنًا, فلتعتنِ بنفسكَ » 
خرجتُ من المنزل بعدما انتهيتُ من ارتداء حذائي, وأصبحتُ أسير في طريقي متجهًا إلى تلك الحانة, فجأة خطرتْ في بالي فكرة سَلْك طريق آخر, لم أسلكه من قبل, ولكن لا بأس بقليل من المغامرة, فقد كان ذلك الطريق موحشًا ومظلمًا, كما أنه كان خاليًا من الناس. لوهلة شعرتُ وكأن شخصًا ما يراقبني, ولكنني تجاهلتُ ذلك الشعور وواصلتُ مسيري موهمًا نفسي بأن تلك مجرد أوهام لا أكثر. 
 كنتُ أضع يديَّ داخل جيبيَّ وأقوم بالتصفير, والهدوء يعم أرجاء المكان, حيث أنني لم أكن أسمع سوى صوت خطواتي وصفيري, إلى أن مررتْ بجانب إحدى الأزقة المسدودة, حينها سمعتْ صوت صراخ لرجل, وكان صادرًا من ذلك الزقاق, فتوقفت عن السير وأدرت رأسي ناحية الصوت – لا إراديًا –, فصعقتُ وتجمدتُ في مكاني. كان هناك رجلان يرتديان البذل ومستلقيان على الأرض, ويبدو أنهما قد لقيا حتفهما, فقد كانت الدماء في كل مكان, كان ذلك أشبه بمذبحة. 
وكان هناك رجل – وقد بدا في منتصف العمر – بدا على وجهه علامات الخوف والذعر الشديدان, حيث كان يحمل سكينًا بيديه الاثنتين – والتي كانت ترتجف بشكل واضح – موجهًا ذلك السكين نحو فتاة شابة ذات شعر طويل, كانت تحمل منجلًا أسودًا كبيرًا مملوءًا بالدم في يدها اليمنى, حتى أن قطرات الدم كانت تتساقط منه. 
لم تبدِ تلك الفتاة أي ردة فعل اتجاه فعلته تلك, فقد كانت تنظر إليه بهدوء شديد, حتى قال لها – وبصوت مرتجف – : « لا تقتربي مني أكثر, وإلا سأقتلكِ ! » 
أجابته بهدوء بينما كانت تتقدم منه ببطء : « أتستهين بي؟ » 
كان ذلك الرجل يرجع خطوة إلى الوراء كلما تقدمتْ تلك الفتاة أكثر, قائلًا لها : « طلبتُ منكِ ألا تقتربي ! »  
أجابته وهي لا تزال مستمرة في التقدم : « عقوبتكم هي الموت ! » 
حتى اصطدم الرجل بالجدار فسقط السكين من يده, ثم جثا الرجل على ركبتيه وأخذ يقول – بنبرة ترجي - : « أرجوكِ, أعدكِ بأنني لن أكررها, فقط دعيني أعيش, أرجوكِ ! » 
تجاهلتْ تلك الفتاة كلامه, وأمسكتْ بالمنجل بكلتا يديها ثم رفعته ووجهته نحو الرجل, قائلةً : « لا تقلق, ذلك لن يؤلمكَ ! » 
« أرجوكِ » كانت تلك آخر كلمة تلفظها ذلك الرجل قبل أن يفقد حياته. على الجانب الآخر كنتُ أقف أنا هناك متجمدًا في مكاني, وأنظر إلى ذلك المنظر البشع الذي لم يسبق لي رؤيته سوى في الأفلام, في ذلك الوقت أصبتُ بالذعر, وأخذ العرق يتصبب من جبيني, قلبي يكاد أن يخرج من مكانه, وجسدي يرتعش بشدة, فكرتُ بالهرب من ذلك المكان والعودة إلى الطريق التي كنتُ سأسلكها, ولكن حالما استدرتُ للخلف لأخطو خطوتي الأولى فإذا بتلك الفتاة تقول : « أتعتقد بأنني لم ألحظكَ ؟ » 
توقفتُ في مكاني وأخذتُ أتمتم, قائلًا : « إنها لا تقصدني بالطبع, إنها لا تقصدني بالطبع, هي لم تلحظني أصلًا » 
أغمضتُ عينيَّ واستدرتُ حيث كانت تقف هي ببطء, ثم فتحتُ عيناي لأجدها تنظر إليَّ بعينين حادتين, فقلت لها وأخذتُ أتلعثم في كلامي : « لـ... لـ... لم أرَ شـ... شـ... شيئًا مطلقًا, مطلقًا, مطلقًا, لقد كـ... كـ.... كنتُ مارًا من هنا فحسب, أجل فحسب » . 
أخذتْ تلك الفتاة تحدق فيَّ لمدة من الزمن دون أن تغير من نظرتها الحادة والتي كانت تخيفني, ثم ابتسمتْ ابتسامة مخيفة, وأصبحتْ تتقدم نحوي ببطء, كلما أردته في ذلك الوقت هو الهرب فقط, لم أكن أريد الموت هنا، ولكن قدماي لم تسعفانني, فقد تجمدتُ في مكاني, وكأن شيئًا ما كان يسحبني إلى الأسفل ويمنعني من الحراك, وهي لا تزال آخذة في التقدم مني, في ذلك الوقت اعتقدتُ بأن ذلك سيكون آخر يومٍ لي في حياتي, حتى وضعتْ الفتاة يدها على صدري واقتربتْ مني أكثر, ثم همستْ لي في أذني, قائلةً : « لن أرسلكَ إلى الجحيم الآن ! » . 
  
يتبع ...